ساتوشي ناكاموتو | نبي العصر الحديث
قبل ١١
الف سنة تقريباً ، انتقلت البشرية من الحياة الهمجية والوحشية إلى بداية الحياة
المتحضرة والمدنية ، بسبب إختراع نظام بسيط ( نظام المقايضة ) .
وبسبب ظهور
هذا النظام بدأت عمليات التجارة وعلى أساسها بدأت تظهر الأسواق وبدأ الآنسان يحتاج
للأرقام والحسابات حتى يكدر يكمل عملياتة التجارية ، وبدأت المدن تزدهر والحضارات تنبني
وتتطور .
لكن مع
استمرار تطور الآنسان بدأت المشاكل تظهر على نظام المقايضة .
چان من
الصعب إيجاد مقياس واحد للتبادل ، بحيث چان الآنسان يقيم السلع مرة نسبة إلى عدد
رؤوس الماشية ومرة نسبة الى وزن الحبوب ومرات ثانية تقيم السلع بطرق مختلفة.
بعض
الأحيان متتوافق رغبات البائع مع رغبات المشتري ، مثل آن يرفض البائع سلعة المشتري
للتبادل .
بالإضافة
إلى صعوبة توفر سلعة صالحة لخزن الثروة ، فاذا خزنت الثروة بالحيوانات فالحيوانات
إلها عمر وإذا خزنت الثروة بالحبوب فالحبوب ايضاً إلها عمر .
واخيراً
صعوبة تجزئة بعض السلع ، بحيث اذا راد المشتري جزء من خروف راح يكون مجبر على شراء
الخروف بالكامل .
وبسبب
هاي المشاكل چانت الحاجة ملحة لتطوير نظام المقايضة وتحسينة بطريقة يكون بيها أكثر
مرونة ويناسب تطور وتقدم البشرية .
عام
٦٥٠ قبل الميلاد ، إختراع أول عملة معدنية ، وبسبب هذا الاختراع صار نظام المقايضة
اكثر مرونة ، بحيث صارت السلع تقيم نسبة إلى عدد العملات المعدنية ونوع المعدن ، وبدأ
البائع والمشتري يتفقون بطريقة اسهل ، وصار تخزين الثروة مناسب اكثر مع العملات
المعدنية ، وصارت تجزئة السلع ممكنة ومناسبة .
مع
ثورة العملات المعدنية بدأت تظهر مفاهيم جديدة للتجارة ، مثل الإقراض والبيع
بالأجل ، وعلى هذا الأساس صار تطور الآنسان اسرع وأسهل بسبب سرعة وسهولة التعاملات
التجارية .
لكن مع
هذا التطور السريع بدت مشاكل العملات المعدنية تظهر بسرعة نسبياً ، چان من الصعب تأمين
الثروة بسبب وجود قطاع الطرق وعصابات اللصوص الي يداهمون بيوت الأفراد ويسرقون ثرواتهم
.
ايضاً ظهور
عمليات السرقة الضمنية ، بحيث چان الافراد يقتطعون أجزاء بسيطة من العملات الذهبية
والفضية ويعيدون صياغتها مرة ثانية كعملات جديدة .
الوزن
، الثروة الچبيرة بالعملات المعدنية معناتهة وزن چبير والوزن الچبير يعني صعوبة
النقل صعوبة التخزين وصعوبة التأمين .
وبسبب
هاي المشاكل صار من الضروري تطوير النظام مرة ثانية حتى يتناسب مع التطور السريع
للبشرية .
عام ٦٠٠
للميلاد ، ظهور النقود الورقية بالصين ، بحيث صار من السهل للتجار السفر والتنقل
بدون الحاجة لاخذ ثرواتهم وياهم ، وبدون القلق والخوف من قطاع الطرق وعصابات
اللصوص ، وچانو بكل بساطة يشيلون وياهم وثيقة ورقية تثبت مقدار ملكيتهم .
بالقرن
الثالث عشر ميلادياً ، زار المستكشف ماركو بولو الصين ونقل فكرة النقود الورقية
لأوروبا .
وبعام
١٦٦٠ تم تأسيس أول بنك بالعالم بالسويد وبدأ البنك بإصدار أول عملة ورقية بالعالم
، بحيث صار بإمكان الأفراد أن يخزنون ثرواتهم من الذهب والفضة بالبنك ويمنحهم
البنك عملات ورقية تثبت ملكيتهم .
لكن البنك
السويدي استمر بطباعة العملات الورقية وبعد أن بدأ الناس بمطالبة البنك بممتلكاتهم
فشل البنك بالتسديد بسبب وجود عملات ورقية اكثر من كمية الذهب والفضة المخزنين عند
البنك وأعلن البنك إفلاسة عام ١٦٦٤ ، وهذا حرفياً ما يسمى بـ ( التضخم ) .
عام
١٧٧٦ استقلت أمريكا عن بريطانيا ، وبدأ الكسندر هاملتون بتأسيس أول بنك مركزي تابع
ومدعوم من الحكومة المركزية وبدأ البنك المركزي الأميركي بإصدار عملة الدولار الأمريكي
.
لكن
وبعد عدة سنين اتضح انو البنك المركزي الأمريكي ديمشي بنفس طريق البنك السويدي
المفلس ، وصار واضح التضخم الچبير بالدولار الأمريكي ، ولحل هاي المشكلة تم ربط
الدولار الأمريكي بالذهب عام ١٨٧٩ بحيث صار كل ٣٥ دولار امريكي = ١ اونوصة ذهب وتعهد
البنك المركزي الامريكي انو ميطبع أي دولارات اضافية الا إذا كان عندة ما يقابلها من
الذهب وانو يحق لإي شخص استبدال دولارتة بما يعادلها من الذهب وبهاي الطريقة انتعش
الاقتصاد الأمريكي وتم المحافظة على الدولار من التضخم .
بعد عدة
سنين من محاولات باقي دول العالم تقليد النموذج الأمريكي تم عقد مؤتمر Bretton Woods عام ١٩٤٤ والي حظرة ٤٤ دولة من دول العالم المتقدمة ، وبسبب الحرب
العالمية الثانية چانت اغلب هاي الدول تعاني من اضرار اقتصادية وبشرية چبيرة ، فاستغلت
الولايات المتحدة هذا الضرف واقنعت هاي الدول بانو أمريكا هي الأقوى عسكرياً
واقتصادياً وانو أمريكا هي الأأمن بسبب بعدها الجغرافي .
واقترحت الولايات المتحدة على باقي الدول ان يتم ربط عملاتها
بالدولار الأمريكي بسبب استقرارة ، وتعهدت أمريكا لباقي الدول بانها راح تضمن
تحويل كل دولار لما يعادله من الذهب ، وبهالطريقة صار الدولار الأمريكي عملة
العالم وصارت أمريكا وحدها تملك ثلاثة ارباع احتياطي الذهب بالعالم ، وتحققت خطة
العم سام بالسيطرة على الاقتصاد العالمي .
عام ١٩٥٥ شنت أمريكا الحرب على فيتنام وچانت حرب طويلة
استمرت تقريباً ٢٠ عام تكبدت بيها أمريكا خساير چبيرة بالأرواح والمعدات وصارت أمريكا
بحاجة لطباعة المزيد من الدولارات لكن الذهب الموجود غير كافي فتجاوزت أمريكا على
الحد المسموح وبدأت تطبع دولارات غير مغطاة بالذهب بدون علم أحد مما يعني انو دول
العالم تنطي احتياطياتها من الذهب لامريكا وامريكا تنطيهم بدلها أوراق خضراء جميلة
ما إلها أي قيمة .
أول من حس بهذا الامر هي فرنسا فطالب الرئيس الفرنسي تشارل
ديغول عام ١٩٧٠ بتحويل كل الدولارات الامريكية الموجودة بالبنك الفرنسي المركزي الى
ذهب عملاً باتفاقية Bretton Woods ، لكن أمريكا
رفضت تبديل الدولار بالذهب لأن بكل بساطة أمريكا متملك هذا المقدار من الذهب .
بعدها بدأت دول العالم تفقد ثقتها بالدولار الأمريكي وبدأت
تطالب أمريكا بالوفاء بالتزاماتها وتحويل دولاراتهم إلى ذهب كما وعدتهم من قبل ، فصار
الدولار الامريكي ورطة لمن اشتراه .
انتشرت الازمة بداخل أمريكا وبدأ المواطنين الامريكان بمطالبة
البنوك أن يبدلون الدولار بالذهب ، وبعام ١٩٧١ اصدر الرئيس الأمريكي ريتشارد
نيكسون قرار بتجريم كل من يملك سبائك ذهب خارج البنك بعقوبة تصل الى السجن لمدة ١٠
سنوات .
عام ١٩٧٣ اصدر الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون بياناً
صادماً .
البيان …
لقد الغت الولايات المتحدة الامريكية التزاماتها بتحويل
الدولار إلى ذهب بقرار فردي سبب صدمة عالمية چبيرة سميت بـ ( Nixon Shock ) أو ( صدمة نيكسون ) ، وهاي الخدعة تم استعمالها لخداع العالم
بأسره ، فبعد ان عملت دول العالم على تكديس الدولار الأميركي كضمان مقابل الذهب
أصبحت ألان مجبرة على التعامل بالدولار الأمريكي لأنها متملك غيرة .
بعد هاي الصدمة صار الذهب حر ومحد يتحكم بي غير العرض
والطلب ، وصارت كل العملات الورقية بالعالم ما الها أي قيمة حقيقية عدى التزام
الحكومات بيها ، وانخفض سعر الدولار ٤٠ ضعف وبالمقابل ارتفع سعر الذهب بشكل جنوني
.
لكن بعد هذا الوضع المخزي للدولار الأمريكي تفتح العقل
الاقتصادي الأمريكي لخطة جهنمية جديدة سميت بـ ( البترودولار ) لدعم الدولار بذهب
من لون أخر .
عام ١٩٧٤ زار وزير الخارجية الأمريكية ( هنري كيسنجر ) ملك
المملكة العربية السعودية ( الملك فيصل ) بأعتبار السعودية أكبر مصدر للنفط
بالعالم ، وكدر كيسنجر يطلع باتفاقية تاريخية نصت على ربط البترول بالدولار ، بمعنى
أن يتم إجبار كل من يريد شراء البترول من السعودية على الدفع بالدولار وان تقوم السعودية
بإقناع دول الأوبك بإستخدام الدولار كعملة موحدة لبيع وشراء البترول .
ونصت الاتفاقية أيضاً على ان تقوم المملكة العربية السعودية
باستثمار عائداتها من البترول في سندات الخزانة الأميركية لإنعاش الاقتصاد الأمريكي
مقابل الحصول على الحماية الامريكية .
وبهالطريقة وخلافاً لنظام الذهب مقابل الدولار الي چان
يلزم الولايات المتحدة بدفع اونوصة ذهب مقابل كل ٣٥ دولار فأن نظام البترودولار ينطي
غطاء تلقائي لكل دولار يتم طبعه بدون وضع أي التزام على عاتق الحكومة الأميركية ،
بمعنى انه اصبح بإمكان حكومة الولايات المتحدة الامريكية أن تطبع ما تشاء من
الدولارات بدون أي التزامات ، فقط في عامي ٢٠٢٠ و ٢٠٢١ وحتى تاريخ كتابة هذه
الحلقة تم طباعة ٦.٧ ترليون دولار .
واضح انو العملات الورقية تعاني من مشكلة چبيرة ومستعصية
والي هية ( التضخم ) التضخم الي يعاني منة اقوى عملة ورقية بالعالم الدولار الأمريكي
فما بالك بالتضخم بباقي العملات المرتبطة اصلاً بالدولار ، بالإضافة إلى مشاكل إضافية
ثانية مثل مشاكل تزوير العملة ومشاكل تبييض الأموال ، وبسبب هاي المشاكل المستعصية
الي تقريباً علاجها مستحيل صار لازم ان يتم تحديث نظام المقايضة بطريقة يتناسب
بيها مع تطور العصر الحالي عصر التكنلوجيا والانترنت .
بأحد الليالي المظلمة من العام ٢٠٠٨ ظهر شخص غريب يدعي
بانو اسمة ( ساتوشي ناكاموتو ) ظهر كشبح محد يعرف منو هوة أو منين ولا أحد يعرف
شكلة او عمرة أو اذا چان فعلاً اسمة ساتوشي ناكاموتو أو هذا هوة مجرد اسم مستعار .
ظهر ساتوشي كيوزر او مستخدم على أحد المواقع الخاصة
بموهووسي ومجانين التكنلوجيا والبرمجة وبدأ ساتوشي يطرح على رواد الموقع المجانين
بالبرمجة والتكنلوجيا حل غريب لمشكلة مستعصية ، طرح عليهم فكرة لنظام مالي عالمي جديد
يحل ازمة ومشاكل النظام المالي العالمي الحالي ، وسمة هذا النظام الجديد بـ ( Block chain ) أو ( سلسلة الكتل ) وهذا النظام راح يكون كشبكة عالمية غير مركزية لكل
البشر بحيث لا يمكن السيطرة على هاي الشبكة من قبل أي شخص او أي مؤسسة او أي حكومة
مهما بلغت قوتها او نفوذها وهاي الشبكة نظرياً يمكن اختراقها لكن عملياً من المستحيل
اختراقها وراح تكون لهاي الشبكة عملة مشفرة اسمها ( البتكوين ) هاي العملة لا تخضع
للتضخم فعددها ثابت وهو ٢١ مليون حبة بتكوين وبسبب انو هاي العملة مبنية على شبكة
لا يمكن اختراقها فلا يمكن تزوير هاي العملة ، بالإضافة إلى انو التعامل بهاي
العملة ميحتاج إلى طرف ثالث مثل البنوك رح يكون التعامل مباشر من شخص الى اخر ورح
اتم العمليات مباشرة بضغطة زر فقط ، كما يمكن للأشخاص خزن ثرواتهم من البتكوين على
محافظ لا مركزية بحيث يكون من المستحيل على أي مخلوق انو يعرف مقدار ممتلكاتك على
محفتك اللامركزية .
بعض رواد الموقع عجبتهم الفكرة وقررو يبدون العمل مع
ساتوشي لذلك وضع ساتوشي ناكاموتو خارطة طريق لهذا النظام المالي العالمي الجديد اسمها
( The
white paper ) أو ( الورقة البيضاء ) تحتوي
الورقة البيضاء على تعليمات وطريقة عمل البلوكتشين وخطة لمستقبل الشبكة وطريقة
لتعدين عملة البتكوين .
وبعدها بدأ ساتوشي ناكاموتو أول عملية تعدين لعملة
البتكوين … واختفى .
تعليقات
إرسال تعليق